الإمام الأوزاعي رحمه الله
قتلَ السفاح 36 ألفا من المسلمين، بعدَ أنْ دمّر الدّولة الأموية.
و أسّس الدولة العبّاسيةو لُقِبّ تاريخياً (بالسفاح).
وقد دخل عمه عبد الله بن علي قصرهُ في دمشق وقال : أَتَرَونَ أَحَدا مِن النّاس يُمكِن أن يُنكِر عليّ ؟!
قالوا له : لا يُنكِر عليك أحد إلا الأوزاعي !
فأمَرُهم أْن يُحضِروه .. فلمّا جاؤوا الإمام الأوزاعي ..
قام -رحمهُ الله- فاغتسل ثم تكفّنَ بكفنِه ، و لبس فوقهُ ثوبه ! و خَرَج من بيتِه و إلى القصر ..
. 🌿 .
فأمر الحاكم وزراءه و جُندَه أنْ يقفوا صفّين عن اليمين والشّمال وأن يرفعوا سيوفهم !!
في محاولةٍ لإرهاب العلاّمة الأوزاعي -رحمه الله- ..
ثم أمرهم بإدخاله ..
فدخل عليه -رحمه الله- يمشي في وقار العلماء و ثَبَات الأبطال ..
و يقولُ عن نفسِه : ( والله ما رأيتهُ إلا كأنه ذُبابٌ أمامي يوم أنْ تصوّرتُ عرشَ الرّحمن بارزاً يوم القيامة ، وكان المُنادي يُنادي فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير .. والله ما دخلت قصرهُ ، إلا و قد بعتُ نفسي من الله عز وجل )
.
فقال له الحاكم "السّفاح" : أأنت الأوزاعي ؟
فرد عليه بثبات : يقول الناس أني الأوزاعي !
اغتاظَ السّفاح و أرادَ إهلاكَه ، فقال :
يا أوزاعي ! ما ترى فيما صَنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العِباد والبِلاد ؟
أجِهاداً و رِباطاً هو ؟
قال: فقلت: أيها الأمير !
حدّثني فُلان عن فُلان ، يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
سمعت رسول الله يقول: «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ».
دهشَ السّفاح من هذه الإجابة المُسدَّدة !
فنكتَ بالخَيزرانة في يدِهِ على الأرض ، أشدّ ما ينكت،
. 🌿 .
ثم قال :
ما ترى في هذه الدماء التي سفكنا مِن بني أُميّة ؟
فما كانَ ردّهُ -رحمه الله- ؟!!
قال : حدّثني فلان عن فلان عن جدّك -عبد الله بن عباس-
أنّ الرسول -صل الله عليه وسلم- قال : {لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنّي رسولُ اللهِ ، إلا بإحدى ثلاثٍ : النفسُ بالنفسِ ، والثّيِّبُ الزاني ، والمفارقُ لدِينِه التاركُ للجماعةِ}
. 🌿 .
فغضب الحاكم جداً ..
و رفَعَ الأوزاعِي عِمامته حتي لا تعوق السّيف .. و تراجعَ الوزراء للوراء ، و رفعوا ثِيابهم حتي لا يصيبهم دمه !
فقال له السّفاحُ وهو يشتاطُ مِن الغَضَب :
ما تري في هذه الأموال التي أُخِذت ، وهذه الدُّور الّتي اغتُصِبت ؟
فقال له -رحمهُ الله- :
إن كانتَ في أيديهم حراماً فهي حرامٌ عليك أيضا، وإن كانت لهم حلالاً فلا تحل لك
إلا بطريق شرعي.
و سوفَ يُجرِّدُك اللهُ يوم القيامة
ويُحاسِبك عُرياناً كما خَلَقك فان كانت حلالاً فحساب وإن كانت حراما فعقاب .. !!!
فزاد غيظَ الحاكم أكثر وأكثر و نكتَ على الأرض ، بعصاهُ ، أشدّ ما ينكت
و الإمام يردد جهراً :
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ..
فقال له : اخرج عليّ
و رماهُ بصرّة مال ، ليأخُذها فرفض الإمام أخذها ، فأشار عليه أحد الوزراء بأخذها ..
فأخذها من يدِه و نثرها أمامه في أثواب الوُزراء و الحاشية ثم ألقى الكيس و خرجَ مَرفوع الرأس قائلاً : ما زادني الله إلا عزةً و كرامه
. . .
ولما مات الإمام الأوزاعي -رحمه الله- ذهب الحاكِم إلى قبره و قال :
والله إني كنتُ أخافك كأخوفِ أهل الأرض .. و ما خِفتُ غيرك والله إني كنت إذا رأيتك رأيت الأسد بارزاً !! -رحمهُ الله تعالى
📙 البداية و النهاية /لإبن كثير
قالوا له : لا يُنكِر عليك أحد إلا الأوزاعي !
فأمَرُهم أْن يُحضِروه .. فلمّا جاؤوا الإمام الأوزاعي ..
قام -رحمهُ الله- فاغتسل ثم تكفّنَ بكفنِه ، و لبس فوقهُ ثوبه ! و خَرَج من بيتِه و إلى القصر ..
. 🌿 .
فأمر الحاكم وزراءه و جُندَه أنْ يقفوا صفّين عن اليمين والشّمال وأن يرفعوا سيوفهم !!
في محاولةٍ لإرهاب العلاّمة الأوزاعي -رحمه الله- ..
ثم أمرهم بإدخاله ..
فدخل عليه -رحمه الله- يمشي في وقار العلماء و ثَبَات الأبطال ..
و يقولُ عن نفسِه : ( والله ما رأيتهُ إلا كأنه ذُبابٌ أمامي يوم أنْ تصوّرتُ عرشَ الرّحمن بارزاً يوم القيامة ، وكان المُنادي يُنادي فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير .. والله ما دخلت قصرهُ ، إلا و قد بعتُ نفسي من الله عز وجل )
.
فقال له الحاكم "السّفاح" : أأنت الأوزاعي ؟
فرد عليه بثبات : يقول الناس أني الأوزاعي !
اغتاظَ السّفاح و أرادَ إهلاكَه ، فقال :
يا أوزاعي ! ما ترى فيما صَنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العِباد والبِلاد ؟
أجِهاداً و رِباطاً هو ؟
قال: فقلت: أيها الأمير !
حدّثني فُلان عن فُلان ، يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
سمعت رسول الله يقول: «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ».
دهشَ السّفاح من هذه الإجابة المُسدَّدة !
فنكتَ بالخَيزرانة في يدِهِ على الأرض ، أشدّ ما ينكت،
. 🌿 .
ثم قال :
ما ترى في هذه الدماء التي سفكنا مِن بني أُميّة ؟
فما كانَ ردّهُ -رحمه الله- ؟!!
قال : حدّثني فلان عن فلان عن جدّك -عبد الله بن عباس-
أنّ الرسول -صل الله عليه وسلم- قال : {لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنّي رسولُ اللهِ ، إلا بإحدى ثلاثٍ : النفسُ بالنفسِ ، والثّيِّبُ الزاني ، والمفارقُ لدِينِه التاركُ للجماعةِ}
. 🌿 .
فغضب الحاكم جداً ..
و رفَعَ الأوزاعِي عِمامته حتي لا تعوق السّيف .. و تراجعَ الوزراء للوراء ، و رفعوا ثِيابهم حتي لا يصيبهم دمه !
فقال له السّفاحُ وهو يشتاطُ مِن الغَضَب :
ما تري في هذه الأموال التي أُخِذت ، وهذه الدُّور الّتي اغتُصِبت ؟
فقال له -رحمهُ الله- :
إن كانتَ في أيديهم حراماً فهي حرامٌ عليك أيضا، وإن كانت لهم حلالاً فلا تحل لك
إلا بطريق شرعي.
و سوفَ يُجرِّدُك اللهُ يوم القيامة
ويُحاسِبك عُرياناً كما خَلَقك فان كانت حلالاً فحساب وإن كانت حراما فعقاب .. !!!
فزاد غيظَ الحاكم أكثر وأكثر و نكتَ على الأرض ، بعصاهُ ، أشدّ ما ينكت
و الإمام يردد جهراً :
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ..
فقال له : اخرج عليّ
و رماهُ بصرّة مال ، ليأخُذها فرفض الإمام أخذها ، فأشار عليه أحد الوزراء بأخذها ..
فأخذها من يدِه و نثرها أمامه في أثواب الوُزراء و الحاشية ثم ألقى الكيس و خرجَ مَرفوع الرأس قائلاً : ما زادني الله إلا عزةً و كرامه
. . .
ولما مات الإمام الأوزاعي -رحمه الله- ذهب الحاكِم إلى قبره و قال :
والله إني كنتُ أخافك كأخوفِ أهل الأرض .. و ما خِفتُ غيرك والله إني كنت إذا رأيتك رأيت الأسد بارزاً !! -رحمهُ الله تعالى
📙 البداية و النهاية /لإبن كثير
0 التعليقات :
إرسال تعليق
تذكر قوله تعالى:
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
-----------------------------------