الفرق بين الصفح والعفو والمغفرة
الصفح ـ العفو ـ المغفرة
الصفح في اللغة: ترك العقاب على الذنب وترك اللوم والمؤاخذة عليه، مأخوذ من صفحة الوجه، كأنه أعرض بوجهه منصرفًا عن ذنبه غير ملتفت إليه[1]، أو كأنه أَوْلَاهُ صفحة جميلة من وجهه معرضًا عن ذنبه[2].
العفو في اللغة: التجاوز عن الذنب مع ترك العقاب عليه، مأخوذ من العَفْو بمعنى الفضل، يقال: عَفَوْتُ لفلانٍ بمالي، إذا أفضلت عليه فأعطيته[3].
المغفرة في اللغة: التجاوز عن الذنب وستره، مأخوذ من الغَفْر، أي التغطية والسَّتْر.
هكذا تبدو الكلمات الثلاث متقاربة الدلالة إلى حدٍّ بعيد، وبتأمُّل السياقات التى وردت فيها هذه الكلمات الثلاث فى القرآن الكريم، نجد أن “الصفح” أخصُّها، فالصفح عفوٌ وسترٌ مع ترك المؤاخذة على الذنب، كما في قول الله عز وجل:
– {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} الحجر/85.
أي: فأَعْرِضْ عنهم واحتمل ما تَلْقَى منهم إعراضًا جميلًا بحِلْمٍ وإغضاء[4].
وفي مواضع عدَّةٍ من القرآن الكريم جاء ذكر الصفح بعد العفو، ومن ذلك قول الله عز وجل:
– {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} البقرة/109.
– {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} المائدة/13.
هكذا تبدو الكلمات الثلاث متقاربة الدلالة إلى حدٍّ بعيد، وبتأمُّل السياقات التى وردت فيها هذه الكلمات الثلاث فى القرآن الكريم، نجد أن “الصفح” أخصُّها، فالصفح عفوٌ وسترٌ مع ترك المؤاخذة على الذنب، كما في قول الله عز وجل:
– {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} الحجر/85.
أي: فأَعْرِضْ عنهم واحتمل ما تَلْقَى منهم إعراضًا جميلًا بحِلْمٍ وإغضاء[4].
وفي مواضع عدَّةٍ من القرآن الكريم جاء ذكر الصفح بعد العفو، ومن ذلك قول الله عز وجل:
– {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} البقرة/109.
– {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} المائدة/13.
فالصفح أبلغ من العفو؛ لأن الإنسان قد يعفو ولا يصفح، والعفو: ترك عقوبة الذنب، أمَّا الصفح فهو ترك اللوم والمؤاخذة على الذنب[5].
وأمَّا المغفرة فمن شواهدها في القرآن الكريم قول الله عز وجل:
– {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} البقرة/58.
وقد اقترنت الكلمات الثلاثة فى آية واحدة هى قول الله عز وجل:
– {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التغابن/14
– فالعفو: ترك العقاب على الذنب، ولكن قد يصحبه لومٌ وتوبيخ، ودون ستر للذنب.
– والصفح: ترك العقاب، وترك اللوم والتوبيخ.
– والمغفرة: ستر الذنب وعدم إشاعته مع إسقاط العقوبة [6].
وأمَّا المغفرة فمن شواهدها في القرآن الكريم قول الله عز وجل:
– {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} البقرة/58.
وقد اقترنت الكلمات الثلاثة فى آية واحدة هى قول الله عز وجل:
– {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التغابن/14
– فالعفو: ترك العقاب على الذنب، ولكن قد يصحبه لومٌ وتوبيخ، ودون ستر للذنب.
– والصفح: ترك العقاب، وترك اللوم والتوبيخ.
– والمغفرة: ستر الذنب وعدم إشاعته مع إسقاط العقوبة [6].
• ونخلص مما سبق إلى أن الاستخدام القرآني لهذه الكلمات يُظهر اشتراكها فى معنى: التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه.
• والملمح الدلالي الذى يميز كلمة “الصفح” هو: ترك اللوم والمؤاخذة.
• في حين أن الملمح الدلالي المميز لكلمة “العفو” أنه قد يصحبه لوم ومؤاخذة.
• بينما الملمح الدلالي المميز للمغفرة هو: ستر الذنب وعدم إشاعته.
***********************
المصادر :
[1] اللسان (ص ف ح).
[2] مفردات الأصفهانى (ص ف ح).
[3] اللسان (ع ف ا).
[4] الكشاف 2/397.
[5] مفردات الأصفهانى (ص ف ح).
[6] التحرير والتنوير 28/285.
[2] مفردات الأصفهانى (ص ف ح).
[3] اللسان (ع ف ا).
[4] الكشاف 2/397.
[5] مفردات الأصفهانى (ص ف ح).
[6] التحرير والتنوير 28/285.
0 التعليقات :
إرسال تعليق
تذكر قوله تعالى:
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
-----------------------------------