الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ

منازل القمر والعرجون القديم
مراحل دورة القمر

قوله تعالى :
 {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }     صدق الله العظيم   (سورة يس)
بسم الله الرحمن الرحيم
 والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين, وبعد..
الآية الكريمة جاءت في نهاية النصف الأول من سورة يس‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها‏(83),‏ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة الإسلامية‏,‏ ومن أسسها الإيمان بالله الخالق‏:‏ إلها واحدا لا شريك له في ملكه‏,‏ ولا منازع له في سلطانه‏,‏ ولا شبيه له من خلقه‏,‏ والإيمان بالقرآن الكريم‏,‏ آخر كتب الله‏,‏ والكتاب المنزل علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ والإيمان ببعثة هذا النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الذي ختمت ببعثته النبوات‏,‏ وتكاملت في رسالته كل رسالات السماء‏,‏ والإيمان بالبعث والنشور‏,‏ والحساب والخلود في الآخرة إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏.

في تفسيرقوله‏(‏ تعالي‏):‏

والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم‏*(‏ يس‏:39)‏
‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:...‏ ثم قال جل وعلا‏:(‏ والقمر قدرناه منازل‏)‏ أي جعلناه يسير سيرا آخر‏,‏ يستدل به علي معني الشهور‏,‏ كما أن الشمس يعرف بها الليل والنهار‏,‏ كما قال‏(‏ عز وجل‏):(‏ يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج‏).‏ وقال تعالي‏:(‏ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب‏)‏ الآية‏,‏ وقال تبارك وتعالي‏:(‏ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا‏),‏ فجعل الشمس لها ضوء يخصها‏,‏ والقمر له نور يخصه‏,‏ وفاوت بين سير هذه وهذا‏,‏ فالشمس تطلع كل يوم وتغرب في آخره علي ضوء واحد‏,‏ ولكن تنتقل في مطالعها ومغاربها صيفا وشتاء‏,‏ يطول بسبب ذلك النهار ويقصر الليل‏,‏ ثم يطول الليل ويقصر النهار‏,‏ وجعل سلطانها بالنهار‏....,‏ أما القمر فقدره منازل يطلع في أول ليلة من الشهر ضئيلا قليل النور‏,‏ ثم يزداد نورا في الليلة الثانية ويرتفع منزلة‏,‏ ثم كلما ارتفع ازداد ضياء وإن كان مقتبسا من الشمس‏,‏ حتي يتكامل نوره في الليلة الرابعة عشرة‏,‏ ثم يشرع في النقص الي آخر الشهر‏,‏ حتي يصير‏(‏ كالعرجون القديم‏)‏

 العرجون القديم :

هو وجه القمر المظلم كُلياً من قبل بدء الثانية الأولى لهلال الشهر الجديد فيكون وجه القمر مُظلماً من النّور كُلياً قال ابن عباس‏:‏ وهو أصل العذق‏,‏ وقال مجاهد‏(‏ العرجون القديم‏):'‏ أي العذق اليابس‏,‏ يعني أصل العنقود من الرطب إذا عتق ويبس وانحني‏,‏ ثم بعد هذا يبديه الله تعالي جديدا في أول الشهر الآخر‏.‏
القمر

الحقائق :

هذه الحقائق عن القمر لم يدركها العلم الكسبي إلا بعد مجاهدة استغرقت آلاف العلماء وعشرات القرون‏,‏ وورودها في آية واحدة من كتاب الله الذي أنزل علي نبي أمي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وفي أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين‏,‏ ومن قبل ألف وأربعمائة سنة مما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله .
****************************************************

                                                  

*******************************************************************************
*************************
**
الحمد لله رب العالمين

**
********************************************

هناك تعليق واحد:

تذكر قوله تعالى:
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) ‏
-----------------------------------