محبة الله
قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة: 165]، وفي قوله: (أَشَدُّ) دليلٌ على تفاوُتهم في المحبَّة.
حبُّ الله يحمِلُ المرءَ على فعلِ الواجِبات وترك المُحرَّمات، وحبُّ الله يحمِلُ العبدَ على فعلِ المُستحبَّات وينهَاه عن المكرُوهات، حبُّ الله يملأُ القلبَ بلذَّة الإيمان وحلاوته.قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «ذاقَ طعمَ الإيمان: من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمُحمدٍ رسولاً».رواه مسلم.
محبَّةُ الله من لوازِم الإيمان، ولا يتمُّ التوحيدُ حتى تكتمِلَ محبَّةُ العبد لربِّه، والمحبَّةُ لا تُحدُّ بحدٍّ أوضحَ منها، ولا تُوصَفُ بوصفٍ أظهرَ من المحبَّة، وليس هناك شيءٌ يُحبُّ لذاتِه من كل وجهٍ إلا الله وحده الذي لا تصلُح الألوهيَّةُ والعبوديَّةُ والذلُّ والخُضوعُ والمحبَّةُ التامَّةُ إلا له – سبحانه -.
ومحبَّةُ الربِّ – سبحانه – شأنُها غيرُ الشأن؛ فإنه لا شيءَ أحبُّ إلى القلوبِ من خالقِها وفاطرِها، فهو إلهُها ومعبُودُها ووليُّها ومولاها وربُّها ومُدبِّرُها ورازِقُها ومُميتُها ومُحييها، فمحبَّتُه نعيمُ النفوس، وحياةُ الأرواح، وسُرورُ النفس، وقُوتُ القلوب، ونورُ العقول، وقُرَّةُ العيون، وعِمارةُ الباطِن.
فليس عند القلوبِ السليمة، والأرواح الطيبة، والعقول الزاكِية أجملُ ولا ألذُّ ولا أطيَبُ ولا أسرُّ ولا أنعَمُ من محبَّة الله والأُنس به والشوقِ إلى لقائِه.
ومن أعظم ما تُستجلَبُ به المحبَّة: كثرةُ ذكرِ الله تعالى؛ فمن أحبَّ شيئًا أكثرَ من ذِكرِه، (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد: 28].
******************************************************
سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
***********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تذكر قوله تعالى:
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
-----------------------------------